هذه قصة واقعية دار الحوار بين الفتاة والمشرفة الاجتماعية.
فجعتني بها صديقتي ذات الأربعة عشر عاما فكتبتها للعبرة.
جاءتني تجر خطاها.. أثقلها الهم والخوف أرتاحت في حضني وبكت بكل ما أوتيت من قوة وأخرجت كل مالديها من دموع حاولت تهدئتها... وعندما هدأت سألتها مابك؟ قالت هموم العالم جميعها في صدري.. قلت: جميعنا يمر بهموم ولكنها تزول مع الوقت والصبر والاحتساب ولكن ماهمك؟!
قالت: أكرهه؟! أكرهه؟! قلت من؟
قالت ذاك النذل الخائن. ثم وضعت رأسها على كتفي وبدأت بسرد قصتها....
قالت:كنت في صحبة أمي في أحدى المرات وكنا في السوق نظر إلي وابتسم وكانت ابتسامته حنونة جدا وأقترب مني وقال لي عبارات كلها حب ورضا وحنان.. تأثرت بها لأنني أفتقد هذا الحنان من أهلي أعطاني رقمه وفي المنزل جلست بجوار الهاتف ساعات مترددة. أأتصل أم لا؟!! فتذكرت كلماته الجميلة.. تشوقت لسماعها مرة أخرى..رفعت السماعه وبدأت بالضغظ على أرقام هاتفه وكنت مع كل رقم أشعر بدقات قلبي فهي أول مرة أحدث فيها شابا لا أعرفه.. بدأ رنين الهاتف.. رفع سماعته وبدأ صوته من خلال أسلاك الهاتف.. كان صوته يصل إلى قلبي قبل أذني عرفته بنفسي بدأ سعيدا ورحب بي أشد الترحيب وبدأ يتغزل بي وبجمالي وبحبي الذي بدأ في قلبه.. كنت لحظتها أشعر أن الدنيا لا تسعني من الفرح.
بقيت أتحدث معه لساعات طويلة.. وتوالت المكالمات وكنت أشتاق لموعد مكالمته.. قلت لها: هل الذي كان بينكم مكالمات فقط.. قالت في يوم طلب من أن أخرج معه وكان عذره أنه اشتاق لي كثيرا.. سألتها وهل خرجت معه؟ ردت للأسف أستطاع إقناعي بالخروج وكان خروجي معه بداية معاناتي.. قلت لماذا؟وماذا فعل بك؟ قلت: في لحظة استسلمت فيها للشيطان أخذ مني أعز ما أملك..لم أدرك ما أنا به إلإ بعد فوات الأوان.
قلت: وماذا عن أهلك هل علموا بما فعلت؟ قالت: لا لم أخبر أحدا.. سألتها وما السبب؟
قالت: خوفي منهم ومن ردة فعلهم.. قلت لماذا لم تخافي من الله؟ أين كنت منه يوم حادثته بالهاتف؟ قالت: الشيطان هو الذي أغواني والفراغ العاطفي الذي أنا أعيشه, فكل من في البيت مشغول عني وعن احتياجاتي, وقد وجدت ماأبحث عنه في ذلك الشاب.
قلت: وماذا سيكون ردة فعل أهلك والمسكين أبيك.. ماذا ستكون ردة فعل من وثقت بك واصطحبك إلى السوق أو أبيك الذي وثق فيك وجعلك تتحدثين بالهاتف متى شئت..هل كان جزاؤهم أن تأخذي الرقم منه في السوق وتحادثيه بالهاتف.. قالت: لا أعلم ولا أريد أن أعلم فمجرد التفكير بما سوف يفعلونه لي يشعرني بخوف شديد..
قلت: وكيف ستدافعين عن نفسك؟ وماذا ستقولين؟
قالت أنا أخطات ولا مجال للدفاع ولكنها غلطتهم أيضا.. فلقد أهملوني كثيرا وتركوا لي مجالا للخطأ, فأنا في سن تحكمها العواطف أكثر من العقل..
كنت أتمنى أن يكون دائما معي لتوجيهي وإرشادي وأبعادي عن الخطأ لكيلا أقع فيه ولكن ماذا علي أن أقول بعد فوات الأوان..والتهبت شهيقا ونحيبا وهي تصرخ: ضاع مستقبلي.